انتبهي إلى التغيرات التي تطرأ على طفلك. إذا كان مريضاً، فسيبكي بنبرة تختلف عن بكائه المعتاد. ربما يكون بكاؤه متواصلاً وتتميز نبرته بالوهن، والكثير من الإلحاح، والصوت الأعلى من المعتاد. قد يكون منزعجاً بشكل واضح وتصعب تهدئته. في المقابل، قد يدل هدوء طفلك إذا كان معتاداً على البكاء على أن هناك شيئاً ما لا يسير على ما يرام.
لا أحد يعرف طفلك أكثر منك. لو شعرت بوجود مشكلة، سارعي إلى الإتصال بطبيبتك.
يأخذ الأطباء دائماً شكوى الأم على محمل الجد. عليك استشارة طبيبتك إذا لاحظت أن طفلك يجد صعوبة في التنفس أثناء البكاء، أو إذا كان البكاء مصحوباً بالحمّى، أو التقيؤ أي الإستفراغ، أو الإسهال، أو الإمساك.
أنا بحاجة إلى شيء لا أعرفه بالتحديد
أحياناً، لا تستطيعين تحديد ما يزعج طفلك عندما يبكي. قد تنتاب طفلك نوبات من البكاء وتصعب تهدئته بسهولة. اطمئني فهذا أمر طبيعي. تتراوح مدة هذه الحالة المحزنة بين بضع دقائق من البكاء الذي يصعب تهدئته وبضع ساعات متواصلة كحد أقصى.
يُعرف المغص الحاد بأنه حالة من البكاء الذي يصعب تهدئته، والذي يعلو وينخفض لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات في اليوم، وعلى مدى ثلاثة أيام في الأسبوع على الأقل. إذا كان طفلك مصاباً بمغص حاد، فقد يبكي بصوتٍ عالٍ لوقت طويل ويحمّر لونه ويبدو عليه الإنزعاج والإستياء، كما قد يرفض كل جهودك ومحاولاتك لتهدئته. قد يشدّ قبضتي يديه أو يجذب ركبتيه إلى أعلى أو يقوّس ظهره.
من المحبط ألا تستطيعي فعل أي شيء لتخفيف ألم طفلك. يجد الأهل صعوبة في التأقلم مع الطفل المصاب بالمغص الحاد، فيشكل ضغطاً عصبياً على الأسرة بأكملها.
يعتقد بعض الخبراء أن المغص الحاد يحدث بسبب ألم في البطن. قد يرجع السبب إلى حساسية أو عدم قدرة على هضم بعض المواد في حليب الأم أو الحليب الاصطناعي.
لا يوجد علاج سحري للمغص الحاد، لكنه نادراً ما يستمر لأكثر من ثلاثة أشهر. ربما يفيدك التفكير في أن طفلك سوف يكبر وعندئذ لن يمر بكل هذه الحالة.
ما زال طفلي يبكي، ماذا أفعل؟
بما أنك تتعرفين على شخصية طفلك بالتدريج، ستعرفين الأساليب التي تنفع وتنجح معه. إذا كان الإحتضان لا يفي بالغرض، إليك هذه الاقتراحات التي قد تساعد:
حاولي إيجاد إيقاع منتظم
اعتاد طفلك داخل الرحم على سماع الإيقاع المنتظم لدقات قلبك، وهذا أحد أسباب تفضيل طفلك حمله عن قرب. كما تعطي الأصوات المنتظمة والمتكررة أيضاً تأثيراً مهدئاً. يمكنك شراء إحدى الأسطوانات المدمجة والتي تعرف بأسطوانات النوم والإسترخاء white noise CDs (تحتوي على أصوات من البيئة المحيطة، مثل صوت الأمواج والمطر وغيره). اختاري له أسطوانة فيها أصوت تشبه الأصوات داخل الرحم، قد تهدئ طفلك الباكي.
ربما ينام طفلك على الصوت الرتيب في الإيقاع المنتظم لغسالة الملابس، أو المكنسة الكهربائية، أو مجفف الشعر. لا تحاولي أبداً وضع طفلك فوق الغسالة الكهربائية أو مجفف الملابس، ضعيه دائماً إلى جانبهما على الأرض.
جرّبي إسماعه القرآن أو أو الإنشاد له.
هدهدي طفلك
يعشق معظم الأطفال الهز برفق، يمكنك:
حمل طفلك والمشي به.
الجلوس معه في كرسي هزاز.
استخدام أرجوحة آمنة مخصصة للأطفال.
أخذه في مشوار بالسيارة.
أخذه في عربته للتنزه في الخارج.
جربي تدليك جسم طفلك أو فرك بطنه
قد يساعد تدليك طفلك باستخدام زيوت أو كريم للتدليك أو فرك ظهره أو بطنه في تهدئته. اسألي طبيبتك عن صفوف لتعليم تدليك الأطفال في الجوار.
إذا كان طفلك يعاني من مغص حاد أو يبكي بشدة، فقد يهدأ بتدليك بطنه. يحفّز فرك بطن طفلك بلطف باتجاه عقارب الساعة خروج الغازات وحركة الأمعاء ويساعد على تخفيف ضيقه وألمه.
قد تشعرين بأنك أفضل وأنت تحاولين القيام بشيء يساعد طفلك على الراحة من المشكلة التي تضايقه.
جرّبي وضعية مختلفة للرضاعة
يبكي بعض الأطفال أثناء الرضعة أو بعدها. إذا كنت أماً مرضعة، فقد تجدين أن تحسين الطريقة التي يمسك بها طفلك الثدي يساعده على الرضاعة بهدوء وبدون بكاء. لو كان طفلك يعاني من الغازات أثناء الرضعات، جربي إرضاعه بوضعية مائلة إلى الأعلى. حاولي أن تدفعيه إلى التجشؤ بعد كل رضعة بحمله على كتفك.
إذا كان طفلك يبكي بعد الرضعة مباشرة، فقد يكون ما زال جائعاً.
دعيه يمص شيئاً
قد تكون الحاجة إلى المص ملحة عند بعض الأطفال حديثي الولادة، فنجد أن مص ثديك أثناء الرضاعة، أو اللّهاية أي المصاصة، أو إصبع أو إبهام (نظيف) يمنحه الكثير من الراحة. إن المص الباعث على الراحة قد ينظم دقات قلب الطفل، ويريح معدته ويساهم في تهدئته.
أعطيه حماماً دافئاً
قد يساعد الحمام الدافئ على تهدئة طفلك. اختبري درجة حرارة الماء قبل وضعه فيها. لكن ضعي في بالك أن التحميم قد يجعله يبكي أكثر. مع الوقت ستتمكنين من معرفة ما يحب طفلك وما يكره.
لا يكلف الله نفساً إلا وسعها
إذا كان طفلك يبكي بشكل دائم تقريباً، فلن يلحق ضرراً مستديماً بنفسه. لكن قد يتسبب في خلق جو من التوتر والحيرة لديك ولدى زوجك. لو بدا طفلك غير سعيد بوجوده في هذه الحياة ويظهر أنه يقاوم كل المحاولات لإسعاده أو تهدئته، يصعب منع نفسك من الإحساس بالرفض والإحباط. لكن لا تلومي نفسك فلست السبب وراء بكاء طفلك.
إذا كنت واثقة من تلبية جميع احتياجات طفلك وجربت كل ما يخطر على البال لتهدئته ولم تفلحي في ذلك، فقد حان الوقت للإعتناء بنفسك:
ضعي طفلك في مهده، ودعيه يبكي لفترة قصيرة بعيداً عن مسامعك. وخذي نفساً عميقاً.
وإسترخي قليلا....
إذا كنت وطفلك منزعجين وجربت كل ما بوسعك، فاتصلي بإحدى صديقاتك أو قريباتك واحصلي على الدعم النفسي اللازم. امنحي نفسك فترة راحة ودعي شخصاً آخر مثل زوجك أو المربية يتولى أمر الطفل لفترة.
تذكري أن ليس هناك ما يسوء، وأن البكاء في حد ذاته لن يصيب صغيرك بأي ضرر. يفيد في بعض الأحيان تقبّل حقيقة أن طفلك من النوع الباكي. عندها، لن ترهقي نفسك في البحث عن أسباب بكائه، أو تلومي نفسك على بكائه، أو تجرّبي علاجات جديدة لا حصر لها والتي لن تنفعه في شيء.
هذا البكاء مجرد مرحلة سرعان ما تنتهي. أن تكوني أماً لمولود جديد عمل شاق. أما أن تكوني أماً لمولود جديد كثير البكاء، فهذا حتماً عمل يحمل مشقة أكبر. احصلي على المساعدة والدعم عندما تحتاجين إليهما بدل ترك زمام الأمور تفلت من يديك.
اعلمي أن كل يوم يمر، ينمو خلاله طفلك ويتعلم طرقاً جديدة للتواصل معك والتعبير عن احتياجاته. هكذا، ستجدين أنه سيتوقف عن البكاء بالتدريج.
أتمنى لك وقت ممتع عزيزتي الأم
العضوة: 6818 , 7 years ago
رفعالعضوة: 73749 , 7 years ago
يسلمو على الموضيع المفيده مشكوره قرات كل منشوراتك كلها مفيدهالعضوة: 142412 , 7 years ago
شرفتوني عزيزاتي